يبدوا أن الكلام عن الحب لن ينتهي إلا بإنتهاء البشرية ، تلك الحالة الوجودية التي تملأ الفؤاد نشوة و تنتزع الإنسان من وحدته و تضعه أعلى القمم ليرى العالم صغيرا في وجود من يحب .
سيد المعاني ، أقل الكلمات حروفا و أعمقها شعورا وأكثرها حيرة ، وغد لذيذ يفعل بالنفس الأفاعيل ، ولا نزال نحبه لأنه الحب و لا نملك من أنفسنا إلا أن نحبه ، هو غذاء الروح وسر الحياة و ترياق القلوب و النفوس .
الحب يا صديقي هو الحاجة الإنسانية الأولى من عالم المعنويات بعد الأمان ، ولا عجب من كونه تعليلا كافيا لأي عمل فوجوده سببا مباشرا للسعادة ، و كذلك نقصانه سببا مباشرا في التعاسة .
و للحب خزان بداخلنا لا أعني به "القلب" تحديدا ، بل هو خزان يمد القلب و النفس و الوجدان بطاقة عجيبة تغذيه و تعزز فيه الحياة .
ُولدنا به و بالطبع لم يخلق ليبق فارغا فعليه أن يمتلئ ، و كي يمتلئ لابد من أن نمنح حبا أو نتلقى حبا ، بمعنى أنه يقوم على مبدأ الأخذ و العطاء ، أعط حبا ، تأخذ حبا و هذا من عدالة الحب ..
و لكن كيف نمنح هذا الحب و كيف نسمح لأنفسنا أن تتلقاه بطيب النية من قبل و بالثناء عليه من بعد .. هذا ما سنعرفه سويا من خلال .. لغات الحب
لــغــات الحــب الخـمـسـة
في الواقع عندما نريد أن نعبرعن شئ فإننا نتحدث عنه أو ربما نشير إليه ، لكن عندما نأتي للتعبير عن الحب فنحتاج لأن نستخدم كل لغاته بل أيضا نبدع فيها لهجات جديدة و مفردات جديدة !
للحب خمس لغات أساسية يتم التعبير من خلالها عما يقر في الوجدان و كل لغة منهم هي فن بحد ذاته و جميعها لابد من التواصل من خلالها و كل لغة منهم لها وقعها و فعلها في القلب ، و هم كالتالي :
1- الكلمة.
2- الإهتمام و تخصيص الوقت .
3- تبادل الهدايا .
4- المساعدات.
5- الإتصال البدني .
لغات خمس لا نملهم أبدا ، يقع تحت كل لغة مفرداتها التي فيها الدواء للنفس و الطيب للخاطر و السكينة للكيان و البدن .
في منشور آخر يتم تفصيل اللغات لغة لغة على حدة
الآن نعود إلى نظرية خزان الحب التي بدأنها بها .
تستخدم لغات الحب في ري العطش أوملئ الخواء العاطفي لخزانات الحب ، و بما أننا نولد بهذا الخزان إذن فيحتاج كل منا أن يبق خزانه ممتلئا بالحب منذ الولادة مرورا بالطفولة و بالصبا و المراهقة و الشباب و الشيخوخة أيضا ، أي كل مراحل العمر .
فالأطفال سيئوا السلوك ، عنيفوا الطبع يعانون من نقص مؤشر الحب في خزاناتهم ، و العدد المتزايد من المراهقين اللذين يهربون من منازلهم و يقعون تحت طائلة القانون لم تمنحهم عائلتهم الحب و الدعم النفسي الكافي ليصبحوا شخصيات ودودة سوية .
و أيضا المعدل المرتفع لحالات الطلاق الموجودة في بلادنا يدل على أن مئات من الأزواج و الزوجات يعيشون حالة خزان حب فارغ!
في نهاية هذا الفصل أظنني سأكرر هذه العبارة لأنها تحمل في فحواها الكثير من المعاني .
((إهتمامك العاطفي بشريكك و عائلتك يساوي النجاح في الحياة و السعادة و ما يلحق بهما ))
كتاب انسجام
للمقبلين على الزواج
♥
